الانتاج الخاص بــ : خديجة العرش

ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ : ﻛﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻﺯﺍﻝ ﻳﻼﺣﻖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ، ﺇﺫ ﻳﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺫﺍ ﻧﻮﻉ ﺗﻤﻴﻴﺰﻱ ﻣﻮﺟﻪ ﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻟﺪﻳﻬﻢ  ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﺍﻟﺠﻨﺲ، ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻟﻠﻐﺔ،…

ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻗﺪﻳﻢ ﻭ ﻣﺘﺠﺪﺩ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻷﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟
ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻋﺎﻣﻼ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀﻩ؟
ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻩ؟
ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ،
ﻭﺑﺘﻄﻮﺭﻩ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻌﻪ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺷﻘﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻟﻠﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭ ﺗﺤﺮﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻓﻔﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺪﺍﻭﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭﻩ .
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺟﺪ ﻣﺘﺴﻌﺎ ﺭﺣﺒﺎ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻪ ﻭ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ :ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ،
ﻋﻮﺽ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻟﻠﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ.
ﻓﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻛﺒﻞ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ، ﻣﺴﺘﻐﻼ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺼﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻳﻤﻜﻦ
ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺒﺨﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺑﻞ ﻭﺟﺐ
ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﻭﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺴﻼﻡ ﻭ ﺗﺴﺎﻣﺢ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺒﺮﻭﺯ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻭﻃﻨﻴﺔ، ﺁﺧﺬﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ
ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﺣﻠﻮﻝ ﺗﺨﺺ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻧﺘﺮﻧﻴﺖ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ: _ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ،ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ:ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ.
ﻭﻧﺨﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﺑﻞ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ،
ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺃﺩﻋﻮ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﺃﺩﻋﻮﻙ ﺃﻧﺖ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﻭ ﻣﻨﺎﻫﻀﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﺴﺎﻣﺢ